مفهوم علم الصرف، وموضوعه، وواضعه، وثمرته
تعريف: “علْم الصّرف”:
مادة (ص ر ف) تدور معانيها في اللغة حول: التغيير، والتّحويل، والانتقال، تقول: (صَرَفْتُ المال)، أي: أنفقتُهُ، و(صرفتُ الأجيرَ والصَّيدَ): خَلَّيتُ سبيلَه، و(صرفتُ الكلام): زيّنتُهُ.
وتقول: (صَرَّفتُهُ في الأمْر، فتصرّف): قَلَّبْتُهُ فتقلَّب، و(تصريف الرياح)، و(تصريف الأمور)، و(تصريف الآيات)، و(تصريف الخيْل)، و(تصريف المياه): يجمع بينها التحويل والانتقال.
وجاءت مادة (ص ر ف) في القرآن الكريم تدور حول التغيير، والتحويل، والانتقال أيضًا، قال تعالى: {وَصَرّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} [طه: 113]، وقال: {وَكَذَلِكَ نُصَرّفُ الاَيَاتِ} [الأنعام: 105]، {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً} [الفرقان: 19]، {وَتَصْرِيفِ الرّيَاحِ} [الجاثية: 5]، {لَيْسَ مَصْرُوفاً} [هود: 8]، {وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً} [الكهف: 53].
ويُعَرَّف علْمُ الصّرف بأنه: علْم يُعْرَف به أحوال الكَلِم العربية إفرادًا وتركيبًا. هذا تعريف المتقدِّمين، إذ يشمل النحو عندهم الصّرفَ أيضًا.
وتعريف المتأخِّرين مِن النُّحاة -باعتبار أنه علْم مُستقِلّ عن النحو-: عِلمٌ يُعرَفُ به صياغةُ الأٌبنية، وأحوالُها، وما يعرضُ لها ممّا ليس بإعراب، ولا بناء.
فـ”الأبنية”: جمع: بِناء، وهو: عدد حروف الكلمة المرتّبة، وحركاتها، وسكناتها، مثل: بناء الماضي، والمضارع، والأمْر، واسم الفاعل، واسم المفعول، وبقيّة المشتقات، والمصغّر، والمنسوب، والتَّثنِية، والجمْع.
وأحوال الأبنية: الإعلالُ، والإبدالُ، والإدغامُ في الكَلِم، والْتقاءُ الساكنيْن في الكلِم، والابتداءُ، والإمالةُ، وتخفيفُ الهمزة.
أمّا الوقفُ، والْتقاءُ الساكنيْن في كلمتيْن، والإدغامُ في كلمتيْن، فليس ببناء، ولا حال بناء.
موضوعه: موضوع علْم الصّرف: الأفعالُ المُتصرّفة، والأسماء المتمكّنة؛ فلا يدخل الحروف؛ لأنها مجهولة الأصل، ولا يدخل الأسماء المتوغّلة في البناء، كالضمائر وأسماء الأفعال الجامدة.
وما دخَله التصريف من الحروف وما أشبهها، فهو شاذّ يوقف عند المسموع منه، كالحذف في (سوْف)، والحذف والإبدال في (لعلّ)، وتصغير (ذا)، و(الذي)، والإبدال والحذف في: (عسيْتُ)، و (لستُ).
فائدته: فائدة علْم الصرف: عليه الاعتماد في ضبط الصِّيغ، وبه يُدفعُ اللّحن في نُطق الكلمات. وبمراعاة قواعده، تخلو المفردات اللغوية من مخالفة القياس التي تُخِلُّ ببلاغة الكلام.