مناهج المحدثين في التصنيف
قال الخطيب: “من العلماء من يختار تصنيف السنن وتخريجها على الأحكام وطريقة الفقه, ومنهم من يختار تخريجها على المسند وضمّ أحاديث كل واحد من الصحابة بعضها إلى بعض” وفاته أن يذكر من يخرج الأحاديث على حسب شيوخه أو شيوخ من يروي عنه الكتاب، وهي المعاجم؛ كمعاجم الطبراني، وكحديث علي بن الجعد، وسمي عند بعض الناس بـ(مسند ابن الجعد) وسمي أيضًا بـ(الجعديات).
وسنذكر مناهج المحدثين في التصنيف على أساس هذه الطرق، مع مراعاة التسلسل الزمني والخصائص التي ظهرت؛ بدايةً واستمرارًا ونهاية: وقد حدد الخطيب طريقة تصنيف السنن وتخريجها على الأحكام وطريقة الفقه؛ وذلك بأن يجمع المصنف أحاديث كل نوع من السنن على انفراده؛ فيميز ما يدخل في كتاب الجهاد عما يتعلق بالصيام، وهكذا سائر العبادات وأحكام المعاملات، يُفرد لكل نوعٍ كتابًا ويبوِّب في تضاعيفه أبوابًا، يقدم فيها الأحاديث المسندات، ثم يتبعها بالمراسيل والموقوفات ومذاهب القدماء من مشهوري الفقهاء، ولا يورد من ذلك إلا ما ثبتت عدالة رجاله واستقامت أحوال رواته؛ فإن لم يصح في الباب حديث مسند اقتصر على إيراد الموقوف والمرسل، وشمل كلامه هذا كتب (الموطأ)، والمصنفات، والسنن، والصحاح، مع خصائص الصحة المميزة لها.