منع تغيير لفظ بلفظ آخر يقوم مقامه أو وضعه في غير موضعه الأصلي
وروى البخاري بسنده عن يزيد بن أبي عبيد, عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- في استشهاد عامر الذي كان يتقدم الناس ويحدو بهم: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامر بن الأكوع، قال: ((يرحمه الله)) فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لولا أمتعتنا به. لأنه كان إذا قال عن رجل: ((يرحمه الله)) دل ذلك على استشهاده، قال: فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة -جوع شديد- ثم ذكر ذبحهم الحُمُر في هذه الغزوة، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أهريقوها واكسروها)) قال: فلما تصافّ القوم، كان سيف عامر قصيرًا، فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه، فأصاب عين ركبة عامر، فمات منه، فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيدي، قال: ((ما لك؟)) قلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله –أي: لأنه قتل نفسه- فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين أصبعيه- إنه لجاهد مجاهد، قل عربي مشى بها مثله)) فقد كذّب الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تكلم بغير علم، وادعى على شهيد جاهد مجاهد أنه من المنتحرين.