Top
Image Alt

من أغراض علم اللغة: الوقوف على أساليب تطور الظواهر اللغوية

  /  من أغراض علم اللغة: الوقوف على أساليب تطور الظواهر اللغوية

من أغراض علم اللغة: الوقوف على أساليب تطور الظواهر اللغوية

قد شرحنا أن علم اللغة يتفرع إلى عدة فروع، فمن أغراض علم اللغة الوقوف على كيفية تطوير مباحث هذه الفروع.

فمن أغراض علم اللغة من الناحية التاريخية: تتبع أساليب تطور الظواهر اللغوية عبر مراحل زمنية متباعدة؛ نتيجة العوامل الخارجية أو الداخلية، واختلافها باختلاف الأمم والعصور، فمثلًا: صوت من الأصوات يتطور في بلد بخلاف تطوره في بلد آخر؛ فهناك لهجات مختلفة للغة العربية: اللهجة السورية، اللهجة المصرية، اللهجة الحجازية.

ومن أغراض علم اللغة من الناحية الاجتماعية: الكشف عن الطرق إلى معرفة العلاقات بين اللغات المختلفة المستعملة في مجتمع ما، أن نعرف وجوه التشابه ونعرف وجوه الافتراق بين اللغات.

ومن أغراض علم اللغة في تعليم اللغات: تطوير تعليم اللغات – كتطوير تعليم اللغة الإنجليزية للذين يرغبون في تعلمها، أو تطوير تعليم اللغة العربية للذين يريدون تعلمها، والتعرف على العوامل النفسية والعوامل الاجتماعية المؤثرة في هذا التعلم.

ومن أغراض علم اللغة من الناحية النفسية: الكشف عن أسباب عيوب النطق وطرق علاجها؛ فعندما نذهب إلى بلدة معينة، ونجد أن أطفال هذه البلدة عندهم عيب معين في النطق بحرف من الحروف؛ فعلم اللغة يبحث في عيب النطق بهذا الحرف أو بهذه الحروف، ويبحث في طرق العلاج؛ فربما يكون عيبًا نفسيًّا، وربما يكون عيبًا اجتماعيًّا راجعًا إلى المجتمع؛ فهذا العيب عندما نعالجه يسهل  تعلم اللغة ويطور تعليمها، وبيان التأثير المتبادل بين اللغة والمجتمع، هذا أيضًا من أغراض علم اللغة.

ومن أغراض علم اللغة في صناعة المعاجم: تطوير وتحديث فن صناعة المعاجم اللغوية.

المعجم قديمًا: كان  عبارة عن جمع مادة علمية، وترتيب هذه المادة وشرحها.

أما المعاجم حديثًا: عندما نطور صناعة المعاجم نبحث أولًا في الجمع والترتيب ونضيف أيضًا انتقاء مداخل المعجم، يعني لا نأتي بنادرة ولا نأتي بشاردة في المدخل؛ لأن الشوارد والنوادر لها معاجم أخرى؛ أو في آخر المعجم، وإبراز أهمية السياق في دلالة الألفاظ أيضًا، فعندما نأتي بكلمة، معنى الكلمة يتغير بتغير السياق؛ لا بد أن نبرز أهمية السياق في صناعة المعجم؛ سواء كان سياقًا لغويًّا، أو سياقَ حال.

والسياق ينقسم إلى قسمين:

سياق لغوي: يعني ما يتقدم اللفظ وما يتأخر عنه نفهم به معنى اللفظ. والسياق اللغوي يسمى سياقًا صريحًا، لأن الكلمة ما قبلها وبعدها هو الذي يوضحها أو الذي يدل على معناها.

سياق الحال: وهو حال المتكلم، وحال السامع، والظروف والملابسات المحيطة بالكلام، مثل كلمة “كتاب”: تطلق على القرآن الكريم {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام:92]، و”الكتاب” أيضًا يطلق على مجموعة من الأوراق: كتاب القراءة، كتاب النحو، كتاب النصوص، أي كتاب يطلق عليه كتاب، أيضًا لفظ “كتاب” يطلق على الرسالة عندما يخاطب موظف في كلية موظفًا آخر في كلية أخرى أو عميدًا أو وكيلًا أو ما إلى ذلك يقول: ردًّا على كتابكم؛ فالمراد بالكتاب: الرسالة.

من أغراض علم اللغة من الناحية الآلية:

الارتقاء بنظم الترجمة الآلية وتخزين المعلومات، والنهوض بالدراسات اللغوية بالتنظير والموازنة والتأصيل والتطويع، يعني عندما ندرس مسائل لغوية أو ظواهر لغوية؛ لا بد أن نستخدم علم اللغة الحديث في الموازنة والتأصيل والتطويع، تأصيل الكلمات فنعرف أصل هذه الكلمة، وأصل هذا الأسلوب؛ هذا من أغراض علم اللغة؛ أن نوازن بين أسلوب وأسلوب، أو بين كلمة وكلمة.

من أغراض علم اللغة في الدلالة:

الكشف عن الدلالات الاجتماعية لمجتمع ما، فعندما نبحث في دلالات الألفاظ باختلاف المجتمع، يعني قد يكون اللفظ له دلالة في مجتمع قد تختلف هذه الدلالة في مجتمع آخر.

وأيضًا بالنسبة للدلالات الطبقية نجد أن اللفظ تختلف دلالته باختلاف الانتقال من طبقة  إلى طبقة أخرى؛ فاللفظ عند الطبقة المثقفة غير معناه عند الطبقة الدنيا من المجتمع.

واللفظ تختلف دلالته باختلاف الشعوب، فعندنا في مصر لفظ “كبسة” يعني هجمة لرجال الشرطة لضبط أشياء ممنوعة.

وعندما نذهب إلى السعودية نجد لفظ “كبسة “معناه: أكلة من الأكلات، يعني عبارة عن: الرز المحشو باللحم والتوابل وما إلى ذلك.

أيضًا كل فئة من فئات المجتمع لها ألفاظ ولها دلالات معينة؛ فالفئة الفقيرة لها ألفاظ بدلالات معينة، والفئة الراقية لها ألفاظ بدلالاتها المحددة.

ومن أغراض علم اللغة: وضع المناهج للبحث:

من منهج وصفي، ومنهج معياري، ومنهج مقارن.

والغرض الأساسي من علم اللغة:

التوصل إلى القوانين التي تخضع لها اللغة، ووضع الضوابط والمعايير التي تحفظ اللغة من سوء الاستعمال.

error: النص محمي !!