من الأسس التي أقام النبي صلى الله عليه وسلم مجتمع المدينة عليها: نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ قُرَيْشٍ وَالْأَنْصَارِ، ومِنَ النَّمَاذجِ الفَرِيْدةِ الَّتي تَدل عَلى هَذِهِ المُؤخاةِ، مَا حَدَثَ بَيْنَ سَعد بن الربيع الأنصاري وعَبْد الرحمن بن عوف المُهَاجِر؛ حَيْثُ قَاْل لَهُ سَعد: ” إِنَّ لِي مَالًا فَهُوَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَطْرَانِ وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ فَأَنَا أُطَلِّقُهَا فَإِذَا حَلَّتْ فَتَزَوَّجْهَا “، قال: ” بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِي أَيْ عَلَى السُّوقِ” فَلَمْ يَرْجِعْ حَتَّى رَجَعَ بِسَمْنٍ وَأَقِطٍ قَدْ أَفْضَلَهُ. قال الراوي -عَلَى لِسَانِ عَبْدِ الرحمن بن عُوف-: ” رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ أَثَرَ صُفْرَةٍ، فَقَالَ: مَهْيَمْ؟ فَقُلْتُ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ”. (سنن النسائي) (6/ 137).
ولقد طابت نفوس الأنصار بما سيبذلونه لإخوانهم المهاجرين من عون ملتزمين بنظام المؤاخاة، متفانين في تنفيذه.