نشأة التأمين وأنواعه
التأمين بمعناه التجاري: عقد حديث النشأة؛ حيث لم يعرف إلا في العصر الحديث، وبالتحديد في القرن الرابع عشر في إيطاليا لمواجهة الأخطار البحرية على التجارة، ثم ظهر بعد ذلك التأمين على الحرائق، ثم التأمين على الحياة، ثم انتشر بعد ذلك حتى شمل جميع نواحي الحياة من أعيان وأموال، وأعضاء -أعضاء للبدن- إذًا تعرفنا على نشأة التأمين.
ثم ظهر التأمين على الحياة، شخص يؤمن على حياته لمدة عشر سنوات يدفع أقساط، وليكن ما دفعه عشرة آلاف وما سوف يتقاضاه عند الوفاة من هذه الشركة مائة ألف، أي أضعافا مضعفة، ربما يموت هذا الشخص قبل أن يستكمل دفع الأقساط، فيأخذ ما أمن به من هذه الشركة، وقد يستوفي العشر سنوات دون أن يموت، فيأخذ أيضًا مقابل لما دفعه مبالغ كبيرة، وقد يترك المبلغ لحين الوفاة فيتضاعف المبلغ ويتزايد، تلك إذًا أفكار عن نشأة التأمين، وأيضًا أنواعه بصفة عامة، لكن هناك نوعان رئيسيان للتأمين:
أ. التأمين التعاوني:
وهو الذي يتفق على المشاركة فيه أعضاء معروفون في عمل واحد، كالأطباء والمهندسين والمدرسين والمحامين والصحفيين والإعلاميين، ومن على شاكلتهم؛ جماعات من الناس معروف كل منهم للآخرين، يشتركون في عمل أو يجمعهم عمل واحد يتعاونون فيما بينهم على مساعدة من يمرض منهم من هذا الصندوق، أو من يزوج ابنه أو ابنته، أو يريد أن يعمر بيته، أو غير ذلك من أنواع النشاط، هذا نوع من التأمين يسمى “تعاونيًّا” لم يدخل فيه عناصر أخرى، وليس الهدف منه الربح كالتأمين التجاري، وليس فيه عنصر المقامرة والمخاطرة، كما يحدث في التأمين التجاري، بل إن النقابة هي التي تقوم بذلك وتسمي صندوق هذا التأمين التعاوني صندوق الزمالة.
والنقابة من هذا الصندوق أو من هذا التأمين التعاوني تساعد المرضى والغارمين من الصندوق الذي يجمع هذه الاشتراكات، فالهدف منه التعاون في الضراء، وليس الهدف منه تجارة ولا ربح، وكثير بل كل المشاركين في هذا الصندوق يتمنى أن يكون في منجاة من الحاجة إليه، إذًا تكون الأقساط التي دفعها مساهمة منه دون مقابل في أمراض الآخرين، ويتمنى ألا يتعرض لذلك، وكل رجل أو زميل أو زميلة حاله كذلك، إذًا كل المشاركات تعاونية كلها مساهمات خيرية للتخفيف عن الآخرين، هذا يسمى التأمين التعاوني، وهو المطلوب وهو الجائز شرعًا.
ب. التأمين التجاري:
وهو الذي تقوم به الشركات الكبرى بين أفراد مجهولين على مستوى الجمهورية، أو الدولة أو الولايات المتحدة، هؤلاء الأفراد يؤمنون على أخطار مجهولة غير معروفة، بهدف تحقيق أرباح كبرى هي الفارق بين ما تجمعه من أقساط وما تدفعه من مبالغ للمؤمنين حسب الاتفاق والتعويضات، هذا التأمين التجاري ينقسم أيضًا إلى أنواع؛ ينقسم هذا النوع إلى:
1. تأمين الأضرار: وهو الذي يتناول المخاطر والخسائر، التي تتعلق بالأشياء كالحرائق، والسرقات، أو المسئولية والضمان إزاء الغير كحوادث السيارات، هذا النوع يسمى تأمين الأضرار.
2. تأمين الأشخاص: يؤمن على حياته أو على أعضائه، أو على الأمراض التي يتعرض لها، كما ينقسم أيضًا التأمين التجاري باعتبار آخر إلى تأمين خاص يتعلق بالفرد الذي يؤمن على نفسه من خطر معين، وإلى تأمين اجتماعي يقوم به أصحاب الرواتب، والكسب المهني مع الدولة؛ لدفع رواتب لهم عند المرض والعجز والشيخوخة والبطالة، وهذا هو المعروف برواتب التقاعد أو المعاشات.
وهناك تقسيم آخر للتأمين التجاري وهو:
- إجباري على الموظفين والسيارات.
- اختياري وهو ما تقوم به الشركات التجارية كما بينا من قبل.
إذًا عرفنا في هذا العنصر نشأة التأمين وأنواع التأمين: تأمين تعاوني، تأمين تجاري، التأمين التجاري ينقسم باعتبارات متعددة إلى عدة أنواع: تأمين أضرار، تأمين أشخاص، تأمين خاص بفرد معين، تأمين اجتماعي ضد العجز والشيخوخة تأمين إجباري كما تفعل الدولة مع الموظفين تخصم من رواتبهم مبلغًا للتأمين والمعاشات، وتأمين اختياري وهو الذي يقوم به الأفراد مع شركات التأمين المعروفة.