Top
Image Alt

نماذج من صُحف التّابعين الحديثيّة، ومَن اعتنى منهم بالتدوين

  /  نماذج من صُحف التّابعين الحديثيّة، ومَن اعتنى منهم بالتدوين

نماذج من صُحف التّابعين الحديثيّة، ومَن اعتنى منهم بالتدوين

  1. سعيد بن جبير قال: “كنت آتي ابن عباس، فأكتب عنه”، وقال: “كنت أسأل ابن عمر في صحيفة، ولو علِم بها لكانت الفيْصل بيْني وبيْنه”.
  2. عكرمة -مولى ابن عباس-. رأى عمرو بن أبي الأسوار كتابًا لعكرمة، فنسخه وجعل يسأل عكرمة، ففهِم أنّه كَتَبَهُ مِن كُتُبه، وقال: “علمتُ أنّ عقلَك لا يبلغ هذا”.
  3. عبد الله بن بُريدة الأسلمي. قال الحاكم: “نُسخة لعبد الله بن بريدة الأسلمي ينفرد بها الحسين بن واقد المروزي عنه”.
  4. وهب بن منبِّه الصنعاني، فقد جمَع مجموعة مِن الأحاديث بلغَت سبعًا وعشرين ورَقة.
  5. خالد بن مَعْدان الكِلاَعي. قال بُجَيْر بن سعد: “ما رأيت أحدًا ألْزم للعلم منه؛ كان علمه في مصحف له أزررٌ وعُرًى”.
  6. حُميد الطويل. قال الذهبي: “قيل: إنّ حميدًا أخذ كُتُب الحسن فنَسَخها”.
  7. الحسن البصريّ: قال ابن حجر: أمّا رواية الحسن عن سمرة بن جندب، ففي (صحيح البخاري)، سماعًا منه لحديث العقيقة؛ وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السّنن الأربعة.
  8. شهر بن حوشب الأشعري. روى عبد الحميد بن بَهْرَام الفِزاري عن شهر نُسخة.
  9. القاسم بن محمد بن أبي بكر، ذكر أنه كانت عنده مجموعة مِن الأحاديث مكتوبة، جمعها طلحة بن عبد الملك الأَيْلِي؛ وقد كلّف ابنه بمراقبة طلحة أثناء إملائه.

محاولة عبد العزيز بن مروان وابنِه عُمر جمْع السُّنّة وتدوينها:

المحاولة الأولى: حاول عبد العزيز بن مروان جمْع السُّنّة النبويّة وتدوينَها، حينما كان واليًا على مِصر زمن الأمويِّين.

فقد كتب إلى كَثِير بن مُرّة الحضرمي (ت 75 تقريبًا) -أحد كبار التابعين، وقد أدرك بحمص سبعين صحابيًّا-: أنْ يكتب بما سمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن أحاديثهم، إلاّ حديث أبي هريرة، فإنه عندنا.

وقوله: “فإنه عندنا” يحتمل أحَدَ أمرَيْن:

الأول: أنّ أحاديث أبي هريرة مكتوبةٌ عنده، فلا يحتاج إلى كتابتها ثانية -كما يُشعر النصُّ بذلك-.

الثاني: أنّ الأحاديث سيدوّنها كَثير، ثم يرسلها إلى عبد العزيز في مصر لِتكون عنده.

فهذه أوّل محاولة شاملة -فيما نعلم- لجمْع الحديث وتدوينه. ثم منها: جمْع حديث أبي هريرة رضي الله عنه إلاّ أنّنا لا نعلم بقيّة نتائج هذه المحاولة، وهل تمّت فعلًا أم لا؟ ثم ما هو مصير ما جُمع من حديث أبي هريرة؟ ومن هو الذي قام بجمْعه؟

كلّ هذه الأسئلة لا نملك لها إجابة شافية، وإن كان بعضُ الباحثين يرى أنّ كثيرًا قد كتَبَها طاعةً للأمير.

المحاولة الثانية: فكانت في عهد عمر بن عبد العزيز بن مروان، وذلك أنّه لمّا تولّى الخلافة، وقُبض العلماء، خشِيَ أنْ يتحقّق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنّ اللهَ لا يَقبِض العلْم انتزاعًا ينتزعه مِن العِباد، ولكن يقبض العلْم بقبْض العلماء؛ حتّى إذا لم يُبْق عالِمًا اتّخذ الناس رءوسًا جُهّالًا، فسُئلوا، فأفتَوْا بغيْر علْم، فضلّوا وأضَلُّوا)).

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: “فإن في كَتْبه -أي: العلم- ضبطًا له وإبقاءً. وقد كان الاعتماد إذ ذاك إنما هو على الحفْظ، فخاف عمر بن عبد العزيز في رأس المائة الأولى مِن ذهاب العلْم بموْت العلماء، فأمَر بذلك”.

ولهذا أمر عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- بجمْع الحديث مِن طريقيْن:

الطريق الأول: كتَب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري: “انظُرْ ما كان مِن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكْتُبْه! فإني خِفتُ دروسَ العلْم وذهاب العلماء”. زاد البخاري: “ولا تَقبَلْ إلاّ حديث النبي صلى الله عليه وسلم! ولْتُفشُوا العلْم! ولْتجلسوا حتى يعلَم مَن لا يعلَم! فإنّ العلْم لا يهلك حتى يكون سرًّا”.

وروى ابن سعد: أنّ عمر كَتب إلى أبي بكر بن محمد بن حزم: “أن انْظُر ما كان من حديث رسول الله وسُننه، أو حديث عَمْرة، أو نحو هذا، فاكْتبْه! فإني خفت دروس العلْم وذهاب العلماء”.

وقال أحمد بن حنبل: “حدّثنا ابن عيينة، عن يحيى، قال: كتب عمر بن عبد العزيز -وهو والٍٍ- إلى أبي بكر بن محمد: أنِ اكتُبْ إليّ مِن الحديث بما ثبت عندك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث عمرة”.

وشرع أبو بكر بن حزم في جمْع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فعلًا، ولكنّ الله عز وجل لم يُمهل عُمر بن عبد العزيز حتى يرى نتيجة هذا العمل؛ فقد روى عبد الرزاق، عن ابن وهب، قال: “سمعتُ مالكًا يقول: كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى الأمصار يُعلِّمهم السُّنن والفقه. ويكتب إلى المدينة يسألهم عمّا مضى، وأن يعملوا بما عندهم. ويكتب إلى أبي بكر بن حزم أنْ يَجمع السُّنن ويكتب بها إليه. فتوفِّي عمرُ وقد كتب ابن حزم كتبًا قبل أن يبعثها إليه”.

ولكن، ما هو مصير هذه الكتب بعد ذلك؟

يخبرنا عن ذلك ابن وهب، قال: حدثني مالك: أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن حزم، وكان عمر قد أمّره على المدينة بعد أنْ كان قاضيًا.

قال مالك: “وقد ولِيَ أبو بكر بن حزم المدينة مرّتيْن أميرًا. فكتب إليه عمر أنْ يكتب له العلْم مِن عند عمرة بنت عبد الرحمن، والقاسم بن محمد. فقلت لمالك: السنن؟ قال: نعم، قال: فكتبها له. قال مالك: فسألت ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكُتب، فقال: ضاعت. وكان أبو بكر عُزِل عزْلًا قبيحًا”.

قال السيد قاسم الأندجاني: “وكتاب ابن حزم هذا أوّل كتاب مصنَّف في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نعرف عنه شيئًا؛ فقد فقَدَه المسلمون مع غيره مِن تراث آبائهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الطريق الثاني: الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني. وهو إمام جليل، حافظ، حُجّة، ثبت؛ فعن يحيى بن سعيد، قال: “ما بقي عند أحد مِن العلْم ما بقي عند ابن شهاب”.

وعن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: “ما رُؤي أحد جمَع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمَع ابن شهاب”.

وقال مالك بن أنس: “بقي ابن شهاب، وما لَه في الدنيا نظير”.

ولهذا كان الإمام عمر بن عبد العزيز  يُجلّه ويُقدِّره؛ فقد روى معمر بن راشد، عن رجل من قريش، قال: قال عمر بن عبد العزيز “أتأتون الزهري؟” قلنا: نعم، قال: “فائتوه، فإني لا أعلم أحدًا أعلم بسُنة ماضية منه”. قال معمر: “والحسن ونظراؤه يومئذ أحياء”.

وكان عمر بن عبد العزيز يقول: “ما ساق الحديث أحدٌ مثْل الزهري”. وقد كتب عمر بن عبد العزيز في الآفاق: “عليكم بابن شهاب! فإنكم لا تجدون أحدًا أعلمَ بالسُّنّة الماضية منه”.

من أجْل هذا، نجِد عمر بن عبد العزيز يُرسل رسالة للإمام الزهري يطلب منه أنْ يكتب له مواضع الصّدقة في السُّنَّة، فيرسل له الزهري رسالة طويلة بيّن فيها منازل الصّدقات ومواضعها.

اهتمام ابن شهاب الزّهري بجمع السُّنّة، وما دوّنه مِن ذلك:

كان الإمام الزهري يهتمّ بجمْع السُّنّة النبوية منذ وقت الطّلب، فقد روى عبد الرزاق، عن معمر، عن صالح بن كيسان، قال: كنْت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلْم، فاجتمعنا على أنْ نكتُب السّنن؛ فكتبنا كلَّ شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال: اذهبْ بنا نكتب ما جاء عن أصحابه، فقلت: لا! ليس بسُنّة. وقال هو: بل هو سُنّة، فكتب ولم أكتُب؛ فأنجح وضيّعْت.

فعندما عزم عُمر بن عبد العزيز على جمْع السّنن، رأى أنّ خير مَن يقوم بهذا العمل هو: الإمام محمد بن شهاب الزهري، فأمَره بجمْع السُّنن. قال الزهري: “أمَرَنا عُمر بن عبد العزيز بجمْع السُّنن، فكتبناها دفترًا دفترًا. فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترًا”.

وصدق أبو الزناد حينما قال: “كنا نكتب الحلال والحرام، وكان ابن شهاب يكتب كل ما سمع. فلما احتيج إليه، علمتُ أنه أعلمُ الناس. وبصر عيني به ومعه ألواح أو صحف يكتب فيها الحديث، وهو يتعلّم يومئذ”.

ابن شهاب هو أوّل مَن دوّن العلْم:

اعتُبر الزهريّ بعْدُ أوّلَ مُدوِّن للعلْم، قال محمد بن الحسن بن زبالة: قال مالك بن أنس: “إنّ أوّل مَن دوّن العلْم: ابن شهاب الزهري”.

وقال إبراهيم بن سعد: “إنّ أوّل مَن وَضَع للناس هذه الأحاديث: ابن شهاب”.

وقال محمد بن الحسن: قال الدراورديّ: “أوّل مَن دوّن العلْم وكتَبَه: ابنُ شهاب”.

وقال الترمذي: “هو واضع علْم الحديث بأمْر عُمر بن عبد العزيز؛ مخافةَ ضياعه بضياع أهله”.

وقال السيوطيّ في “ألفيّته”:

أوّل جامع الحديث والأثرْ

 
*ابن شهاب آمِرًا له عُمرْ

 
وأوّل جامع للأبوابِ

 
*جماعة في العصر ذو اقتراب

 
كابن جُريج وهشيم مالك

 
*ومعمر وولد المبارك

 

وقال الكتاني:

“وأوّل مَن دوّنه بأمره -أي: بأمر عمر بن عبد العزيز-، وذلك على رأس المائة الأولى: أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري المدني. ففي (الحلية): عن سليمان بن داود قال: أوّل مَن دوّن العلْمَ: ابنُ شهاب. وعن ابن شهاب قال: لم يُدوِّن هذا العلْم أحدٌ قبل تَدويني، ثم كثُر بعد ذلك التّدوين، ثم التّصنيف، وحصل بذلك خيْر كثير؛ فلله الحمد”.

وبفضل الله، ثم بفضل ابن شهاب الزهري، انتشر العلْم وكثر تدوينه بعد ذلك. قال الزهري عن نفسه: “ما صبر أحدٌ على العلْم صبْري، ولا نَشَره أحدٌ نشْري”.

ولكن، ما هو مصير الكُتب التي جَمَعها الإمام الزهري؟

مصير كتب الزهري:

تقدّم قبل قليل أنّ الإمام الزهري كتب السّنن، وبعثَها إلى عمر بن عبد العزيز، فبعث عمر إلى كلِّ أرض له عليها سلطان دفترًا.

ثم بقيت كتب الزهري -أو بعضها- عند آل مروان. قال معمر بن راشد: “كنا نرى أنّا قد أكثرنا عن الزهري، حتى قُتل الوليد (ت 126هـ)، فإذا الدفاتر قد حُملت على الدّواب مِن خزانته –يعني: مِن علْم الزهري-“. قال الذهبي: “يعني: الكتب التي كُتبتْ عنه لآل مروان”.

وقال مالك بن أنس: “مات العلْم يوم مات الزهري، وإنّ كُتبه حُملت على البغال، ما لم يخرجها”.

إلاّ أنّا لا نعرف عنها شيئًا بعد ذلك. ولعلّ مخطوط صحيفة عبد الرزاق، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيِّب، عن أبي هريرة، مِن تأليف الزهري. ولعلّ بعضها في (مسند الإمام أحمد بن حنبل) -رحمه الله”.

وعلى أية حال، فقد نقل لنا تلاميذ الإمام الزهري علْمَه، كمالك بن أنس، وابن جريج، ومعمر بن راشد، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، ويونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وغيرهم…

أكثر مَن رَوى عن الزّهري:

قال عبد الله بن المبارك: “ما رأيت أحدًا أروى عن الزهري مِن معمر، إلاّ ما كان مِن يونس؛ فإنه كتَب كل شيء”.

ويرى الإمام أحمد بن حنبل: أنّ أكثر مَن روى عن الزهري: يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، ومعمر بن راشد، حيث قال: “… ولكنّ هؤلاء الذين بَقروا علْم الزهري: يونس، وعقيل، ومعمر”.

أثبت تلاميذ الزّهري:

قال الإمام أحمد بن حنبل: “كنت أنا وعلي بن المديني، فذكرنا أثبتَ مَن يروي عن الزهري؛ فقال علي: سفيان بن عيينة. وقلت أنا: مالك بن أنس. وقلت: مالك أقلّ خطًأ عن الزهري، وابن عيَيْنة يُخطئ في نحو من عشرين حديثًا عن الزهري: في حديث كذا، وحديث كذا… فذكرت منها ثمانية عشر حديثًا. وقلت: هاتِ ما أخطأ فيه مالك! فجاء بحديثيْن أو ثلاثة. فرجعتُ فنظرتُ فيما أخطأ فيه ابن عيينة، فإذا هي أكثر مِن عشرين حديثًا”.

وقال أبو حاتم الرازي: “مالك أثبت أصحاب الزّهري، فإذا خالفوا مالكًا مِن أهل الحجاز، حُكم لمالك. وهو أقوى في الزّهري من ابن عُييْنة وأقلّ خطًا منه، وأقوى من معمر وابن أبي ذئب”.

وقال إبراهيم بن الجنيد: سئل يحيى بن مَعين وأنا أسمع: “مَن أثبت الناس في الزّهريّ؟ قال: مالك، ثم معمر، ثم عقيل، ثم يونس، ثم شعيب، والأوزاعي، والزبيدي، وابن عيَيْنة؛ وكل هؤلاء ثقات. قيل له: أيهما أثبت: سفيان أو الأوزاعي؟ فقال: الأوزاعي أثبت منه، يعني: مِن ابن عيَيْنة”.

جمْع حديث الزّهريّ:

اهتمّ بجمع حديث الإمام الزهريّ عدد مِن العلماء، منهم:

أولًا: أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي (ت 285هـ)

قال الذهلي: قال لي عليّ بن المديني: “أنت وارث الزّهريّ”.

وقال الإمام أحمد بن حنبل: “ما قدِم علينا أحدٌ أعلم بحديث الزّهريّ منه”.

وقال سعيد بن منصور ليحيى بن معين: “لِمَ لا تجمع حديث الزّهريّ؟ فقال: كفانا محمد بن يحيى جمْع حديث الزّهريّ”.

وقال الخطيب البغدادي: “وكان أحد الأئمة العراقيِّين، والحفّاظ المُتقنِين، والثقات المأمونِين. وصنّف حديث الزهري وحده”.

وقال السّمعاني: “محمد بن يحيى بن خالد الذهلي: إمام أهل نيسابور في عصره، ورئيس العلماء ومقدّمهم، لُقِّب بالزّهريّ لِجمْعه “الزّهريّات”، وهي أحاديث محمد بن مسلم بن شهاب الزّهريّ”.

وقال الذهبي: “ألّف محمد بن يحيى الذهلي حديث الزّهريّ، فأتقن واستوعب في مجلّديْن”.

وقال الذهبي أيضًا: “جمَع علْم الزّهريّ، وصنّفه، وجوّده؛ مِن أجْل ذلك يقال له: الزّهريّ”.

وقال الذهبي أيضًا: “كان الذهلي اعتنى بحديث الزّهريّ، وصنّفه، وتعب عليه”.

وتوجد مُختارات مِن رواياته عن الزهري في مكتبة الظاهرية.

ثانيا: أبو بكر محمد بن إسماعيل بن مهران النيسابوري، المعروف بالإسماعيلي (ت 295هـ). قال أبو عبد الله الحاكم: “هو أحد أركان الحديث بنيسابور، كثْرةً، ورحلة، واشتهارًا. وهو مجوِّد عن البصريِّين والشاميِّين. جمَع حديث الزّهريّ وجوّده”.

وقال الذهبي: “وقد جمّع حديث الزّهريّ وجوَّده”.

ثالثًا: أبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي (ت 365هـ). قال أبو عبد الله الحاكم: “صنّف (المسند الكبير) في ألْف جزءٍ وثلاثمائة جزء -يعني: مهذََّبًا ومعلّلًا-. قال: وجمع حديث الزهري جمعًا لمْ يسبِقْه إليه أحدٌ، فكان يحفظه مثل الماء. وصنّف (المغازي)، و(القبائل)، و(المشايخ)، و(الأبواب)”.

وقال الحاكم: “صنّف أبو علي حديث الزّهريّ، فزاد على محمد بن يحيى الذّهلي”.

error: النص محمي !!