نموذج للتخريج على طريقة (المعجم المفهرس للحديث النبوي)
وإليكم نموذجًا للتخريج عن طريق طريقة المعجم المفهرس للحديث النبوي، أي: طريقة دوران الحديث حول كلمة يدور حولها معنى الحديث، أو كلمة غريبة تحتاج إلى شرح من المعاجم اللغوية.
اخترنا هذا الحديث، وهو في حالات الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
روى البخاري بسنده عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشدّه عليّ، فيفصم عني وقد وعيتُ عنه ما قال، وأحيانًا يتمثَّل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقولُ، قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيتُه صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا)).
فلو أخذنا كلمة “الوحي” تكفينا في تخريج هذا الحديث، ونجرّدها من الزيادات فنأتي إلى (المعجم المفهرس) في مادة “وحي” نجد أنه جاء بجزء من ذلك الحديث، وهو قول السائل: “يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟”، ثم يذكر أين يوجد هذا الحديث، ومن الممكن أن نخرجه بطريقة الكلمات التي تحتاج إلى شرح، فعندنا مثلًا كلمة “صلصلة” نجردها ونأتي في مادة “صلصل”، وكلمة “فيفصم” نأتي في مادة “فصم”، ((وقد وعيت)) وعى، ومادة “جبينه” جبن وكلمة “يتفصد” فصد. في كل هذه الكلمات يأتي تخريج هذا الحديث.فلما بحثت في هذه الكلمات، وفي كلمة الوحي قال لي المعجم: مقدمة، ثم أعطاني رقمًا للباب، وقال لي: بدء الخلق ثم أعطاني رقمًا للباب، ولما جاء بعد ذلك إلى (صحيح مسلم) والحديث به قال لي: م الفضائل رقم كذا، وجاء إلى (سنن النسائي) فقال: الافتتاح رقم كذا، وفي (الموطأ) قال: كتاب القرآن ثم أعطاني رقمًا، وفي (مسند أحمد بن حنبل) أعطاني رقمًا كبيرًا وأرقام صغيرة.
فنقوم بترجمة ما ذكره المعجم نقول:
أخرجه البخاري في صحيحه، في المقدمة، في باب بدء الوحي، في الجزء الأول ص6، وأخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة في الجزء الثاني ص212، وأخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الفضائل، في باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد، وحين يأتيه الوحي في الجزء السابع ص82، وفي (سنن الترمذي) في كتاب المناقب، في باب ما جاء كيف كان ينزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في الجزء الخامس ص557. وفي (سنن النسائي) في الافتتاح في جمع ما جاء في القرآن في الجزء الثاني ص149، وفي (الموطأ) في كتاب القرآن، باب ما جاء في القرآن في الجزء الأول ص202، وفي (مسند أحمد بن حنبل) جاء في المجلد السادس ص158 و163 و257. والله أعلم.