Top
Image Alt

وسائل تقويم التحصيل

  /  وسائل تقويم التحصيل

وسائل تقويم التحصيل

يعد التحصيل على المستوى العالمي من النواتج التعليمية المهمة بالقياس وبالتقويم؛ ولذلك تتنوع وسائل التقويم للتحصيل، وتتنوع بين المجالات المختلفة المعرفية والمهارية، والوجدانية.

وفي البداية نشير إلى أن استخدام الاختبارات التحصيلية يكون في قياس بعض أهداف المنهج، ويكون في قياس نواتج التعلم إلا أن هناك أهدافًا أخرى لا يمكن قياسها باستخدام الاختبارات التحصيلية، ومن ثم فهي في حاجة لاستخدام مقاييس، ووسائل أخرى، وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة للاختبارات التحصيلية في تقويم وتوجيه المعلمين والمتعلمين إلا أن العديد من المتعلمين يفتقدون القدرة على استخدام هذه الاختبارات، وتصميمها تصميما جيدا يتناسب مع محتوى المادة المقررة أو المنهج المقرر، ومع خصائص الطلاب مما يترتب عليه عدم صدق هذه الاختبارات، وفشلها في الهدف الذي أعدت من أجله، وهناك صفات لاختبارات التحصيلية الجيدة، فتتوقف درجة الاستفادة من اختبارات التحصيلية في تحسين عملية التدريس والتعلم على المبادئ التي يجب مراعاتها عند بنائها، واستخدامها، فإذا ما وضعت بعض الاعتبارات عند بناء واستخدام الاختبارات، فإن هذا سوف يساعد على اتخاذ القرارات السليمة التي تتعلق بعملتي التعليم والتعلم كما يمكنها أن توجه المتعلمين إما إلى حفظ المعلومات واستظهارها أو إلى فهمها واستيعابها وتطبيقها.

وبالنسبة للمجال المعرفي، فهناك الاختبارات التحصيلية التي تعد بطريقة جيدة، وحتى يكون الاختبار التحصيلي جيدا لا بد من أن تتوافر فيه عدة محددات، وشروط منها: وضوح الهدف من الاختبار وتحديد محتوى الموضوع إلى عناصر الاستعانة بالكتاب المدرسي أو الجامعي والمراجع ذات الصلة وعمل جدول لمواصفات الاختبار، وهو بمثابة مقابلة بين الأهداف وموضوعات الدرس، ويتطلب هذا تحديد عدد أسئلة اختبار لكل مستوى من مستويات القياس وهي التذكر، والفهم، والتطبيق، والتحليل والتركيب، والتقويم، وبالنسبة لكل موضوع من موضوعات المحتوى، وكذلك اختيار نوع الأسئلة المناسبة من بين أنواع الأسئلة المختلفة لاختبارات التحصيلية كالأسئلة المقالية، وأسئلة التكملة، وأسئلة الاختيار المتعدد والصواب والخطأ والمزاوجة وإعادة الترتيب، وما إلى ذلك من أنواع الأسئلة.

وكتابة أسئلة الاختبار ومراجعتها، وتحديد التوجيهات أو التعليمات الخاصة بالإجابة عن كل نوع من أنواع الأسئلة من الاختبار، وكذلك تعليمات للاختبار ككل وترتيب الأسئلة في ورق الاختبار وتوزيع الدرجات عليه، وتحديد زمن الاختبار، كما أن هناك اختبارات شفوية، ومناقشات هذه أيضًا يمكن أن تستخدم بهدف الوقوف على مستوى الطالب، وعلى عودة إلى الاختبارات التحصيلية فإنه ينبغي الإشارة إلى أن من المبادئ الهامة في إعداد الاختبارات التحصيلية أن يراعي الاختبار التحصيل عند بنائه أن يقيس بدقة نواتج محددة للتعلم، ومتنوعة ترتبط، وتنبع هذه النواتج من الأهداف التعليمية مثل التذكر الحقائق، والمصطلحات ومعرفة العموميات، وفهم معاني الحقائق والمفاهيم، والقوانين والتعميمات والنظريات، والقدرة على تطبيق المعلومات المتمثلة في الأفكار والمبادئ أو الطرق أو الأساسيات أو النظريات في مواقف جديدة والقدرة على تطبيق هذه المجردات على مشكلات أخرى في نفس موضوعات المادة الدراسية أو على مشكلات في موضوعات أخرى في مواد أخرى أو على مشكلات في الحياة العملية، والقدرة على تحليل وتجزئة المعرفة أو الموضوع إلى مكوناته الأساسية حتى يتضح ما به من أفكار، وتتضح الأفكار السائدة بين تلك الأفكار والقدرة على تجميع وربط عناصر أو أجزاء المعرفة أو الموضوع لتكوين كل متكامل جديد، والقدرة على إصدار حكم على مادة أو طريقة أو عمل أو موقف معين طبقا لغرض معين.

وهكذا فهي تشمل مختلف مهارات التفكير، وتتطلب هذا تحديد نواتج التعلم أو المخرجات كخطوة أولى عند بناء الاختبارات التحصيلية، المبدأ الثاني في إعداد هذه الاختبارات التحصيلية أن تقيس اختبارات التحصيلية عينة ممثلة للمخرجات أو النواتج التعلم التي تحتويها موضوعات المقرر، فالاختبارات تستخدم لقياس عدد محدد من نواتج التعلم؛ لأنه ليس بالإمكان قياس كل هذه المخرجات نظرا لكثرتها؛ فإنه من الأهمية بمكان أن نتأكد من أن عينة الأسئلة التي يتضمنها الاختبار ممثلة لنواتج التعلم التي يراد قياسها، ويتطلب هذا إعداد ما يسمى بجدول المواصفات الذي يحدد فيه أهداف التدريس، ، وموضوعات المقرر التي يشملها الاقتدار والعلاقة بينها.

كذلك من المبادئ الخاصة بإعداد الاختبارات التحصيلية أن يحتوي الاختبار التحصيلي على نمط الأسئلة المناسب لقياس نواتج التعلم المرغوبة كما يراعي تنوع الأسئلة التي تتكون منها فالاختبار التحصيلي هو وسيلة لاستدعاء السلوك الذي يرجى إكسابه للمتعلم حتى يمكن الحكم على درجة تعلمه، فاختيار نمط الأسئلة المناسب وبنائها بعناية سوف يساعد على استدعاء الاستجابة المرغوبة، واستبعاد ما دونها من استجابات ولذلك يمكن القول أن الاختبارات التحصيلية نوعان: الأول منهما اختبارات الاستدعاء، والثاني اختبارات التعرف، فاختبارات الاستدعاء يجيب عنها المتعلم بطريقته الخاصة من أمثلتها المقال ذو الاستجابة المستفيضة بحيث يستفيض المتعلم في الإجابة عن الأسئلة.

ولا توجد قيود على المتعلم في هذه الاستجابة مثاله أيضًا المقال ذو الاستجابة المحددة، وأيضًا مثاله الإجابة القصيرة، وذلك عن طريق كلمة أو عبارة قصيرة، وكذلك أيضًا من أمثلة الإكمال، وهو إكمال أو ملئ الفراغات هذه جميعها من أمثلة اختبارات استدعاء.

النوع الثاني من الاختبارات التحصيلية، وهو اختبارات التعرف، وفيها يختار المتعلم الإجابة من بين عدة إجابات معطاة له، فالمتعلم هنا يتعرف على الإجابة من بين عدد من الإجابات المتاحة أمامه من أمثلة هذه الاختبارات أسئلة أو اختبارات الصواب والخطأ أي الاستجابة البديلة، فتوضع له فقرة أو جملة، وعلى المتعلم أن يضع أمامها علامة أهي صحيحة أم خطأ.

 كذلك اختبارات الاختيار من متعدد، وأيضًا اختبارات المطابقة، واختبارات الترتيب مثل ترتيب الأحداث أو التواريخ أو المكونات أو الأجزاء أو ما ماثل ذلك.

أيضًا من معايير الاختبارات التحصيلية ومبادئها أن يراعى عند تصميم الاختبار: التحصيل وبناؤه الغرض من استخدامه، فهناك عدة أغراض يمكن أن تستخدم فيها الاختبارات التحصيلية من بينها اختبارات القبول أو التصنيف، وتستخدم في بداية تطبيق المقرر الدراسي وتسمى test placement أو في بداية المرحلة التعليمية.

وأيضًا الاختبارات التشخيصية، وتستخدم للتعرف على نقاط القوة والضعف في تحصيل التعلم، وكذلك الاختبارات النهائية، وتستخدم لمعرفة مدى تحقيق الأهداف التعليمية كذلك أن تتصف الاختبارات التحصيلية بالصدق والصلاحية، والصدق هنا هو صدق المحتوى وصدق المحك، وصدق المحتوى يقصد به مدى ارتباط مفردات الاختبار التحصيلي بمحتوى المادة الدراسية أو المقرر الذي يهدف إلى تحديد مستوى تحصيل المتعلم فيه.

 أما صدق المحك، فيستخدم في هذه الطريقة كما يعرف بالمحك، وهو عبارة عن مقياس آخر ثبت صدقه وثباته، ويحسب الصدق بحساب معامل الارتباط بين الاختبار وبين المقياس وكلما كان معامل الارتباط مرتفعا سلبًا أو إيجابًا فإن معامل الصدق يكون مرتفعًا أيضًا وهناك نوعين لطريقة حساب الصدق المرتبط بالمحك هما الصدق التنبئي، ويبنى هذا الصدق على أساس الحساب القيمة التنبئية للاختبار؛ أي: معرفة مدى صحة التنبؤات التي نبنيها على درجات الاختبار فإذا كانت هناك مهمة معينة مثل التدريس ثبت أنها تتوقف على النجاح في وظائف معينة، ثم قمنا بجمع معلومات عن مدى نجاح من حصلوا على درجات مرتفعة، ومدى نجاح من حصلوا على درجات منخفضة؛ لأمكننا أن نتوصل إلى مقدار احتمال نجاح من يحصل على درجات معينة، وهذه الطريقة تحتاج منا إلى الانتظار حتى ينهي المتعلم دراسته، ثم بعد ذلك نحسب درجة الارتباط بين درجاته في الاختبار ودرجاته في المحك.

ويكون معامل الاختبار مرتفعًا كلما كانت القيمة التنبئية للاختبار عالية، ويدل هذا على أن الصدق التنبئي للاختبار مرتفعا.

الصدق التلازمي؛ ويتم حساب صدق الاختبار وفقا لهذه الطريقة بحساب مدى ارتباط بين الدرجات التي يحصل عليها المتعلم في الاختبار، وبين الدرجات التي يحصل عليها في اختبار آخر، أو مقياس يقيس نفس السمة، ويطبق عليه وقت إجراء الاختبار الأول، فإذا كان لدينا اختبار تحصيلي نسعى لاختبار صدقه فإن علينا أن نختار اختبار تحصيلي آخر ثبتت صلاحيته أي صدقه وثباته، كذلك ينبغي أن يتصف الاختبار التحصيلي بالثبات، وهو أمر يحتاج إلى شروح واستفاضة، ويمكن لك أن تعرف طرق حساب ثبات الاختبار من خلال الرجوع إلى المراجع الخاصة بطرق إعداد المقاييس والاختبارات التربوية، وهي كثيرة ومتاحة في المكتبات الجامعية، والمدرسية، وكذلك على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت.

error: النص محمي !!