Top
Image Alt

5.1 ملخص الدرس والمراجع

  /  5.1 ملخص الدرس والمراجع

5.1 ملخص الدرس والمراجع

ملخص الدرس

  • شرع الإسلام منذ أربعة عشر قرنًا حقوق الإنسان، في شمول وعمق، وأحاطها بضمانات كافية لحمايتها، وصاغ مجتمعه على أصولٍ ومبادئ تمكّن لهذه الحقوق وتدعمها، والإسلام هو ختام رسالات الله -تبارك وتعالى.
    • والإنسان في تصور الإسلام عالم متكامل مليء بالآيات والسنن، بل هو العالم الأكبر الذي انطوت فيه عجائب الله، وتضمّن إعجازه تعالى في صنعه، والنفس الإنسانية قسيمة للآفاق التي وعدنا الله أن يرينا فيها الآيات.
    • الشريعة تسنّ للإنسان من الحقوق، ما نراه مبثوثًا في جلّ آي القرآن الكريم، بل إن أكثر آي الكتاب الكريم يشرع للإنسان، فهي إما حديث عنه، أو حديث إليه، واسترداد إنسانية الإنسان؛ لإخراجه من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن رفع يد الطواغيت والظلمة، وتسلُّط الإنسان على الإنسان، وتحطيم فوارق الجنس واللون، وإرساء قيم الحق والعدل والإخاء، والارتفاع بالإنسان إلى المستوى الذي يليق به من التكريم، وحفظ حقوقه وصيانة حرماته.
    • وهذه الحقوق حين ترتبط بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- تكون حقوقًا أبدية، لا تقبل حذفًا ولا تعديلًا، ولا تحتمل نسخًا ولا تعطيلًا، ذلك لأنها حقوق شرعها الخالق، فليس من حق بشر -كائنًا من كان- أن يعطّلها.
    • إنّ إقرار هذه الحقوق هو المدخل الصحيح لإقامة مجتمع إسلاميّ حقيقي، هذا المجتمع الناس جميعًا فيه سواء، هذا المجتمع المساواة فيه أساس التمتع بالحقوق، هذا المجتمع، كل فرد هو ضمير مجتمعه، ومن حقه أن يقيم دعوى الحسبة ضد أي إنسان يرتكب جريمة في حق المجتمع، وله أن يطلب المساندة من غيره، وعلى الآخرين أن ينصروه وألّا يخذلوه في قضيته العادلة.
    • الحقوق في اللغة: جمع كلمة حق، والحق نقيض الباطل وضده.
    • وأمّا كلمة الإنسان في اللغة، فأصلها مادة أنِسَ، التي تشمل ألفاظ الناس والإنس والإنسان.
    • وبهذه الإنسية يتميز جنسنا عن أجناس أخرى خفية، لا تنتمي إلينا ولا تَحْيَا حياتنا.
    • وأمّا لفظ الإنسان: فإنّ استقراء مواضع وروده في القرآن الكريم، يهدينا إلى أن مناط إنسانيته ليس مجرّد كونه منتميًا إلى فصيلة الإنس.
    • لفظ الإنسان في كتب السنة الستة، وفي سنن الدارميّ، وموطأ مالك، ومسند أحمد، بنحو أربعة عشر موضعًا، تحمل أيضا الدلالة المميزة للإنسانية، وتدل نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على أنّ حقوق الإنسان بمعناها العام، تعني الأمور المفروضة الثابتة له، التي تضمن حريته وتحفظ كرامته وشخصيته، باعتباره إنسانًا له حق الحياة الكريمة.
    • وقد وردت في القرآن الكريم مادّة الحق، أو مادة “حقق” في مائتين وثلاثة وثمانين موضعًا.
    • مصطلح الحقوق في نصوص القرآن والسنة، يدل على الأمور الواجبة الثابتة، التي نصّ عليها القرآن وبينتها السنة.
    • عرف الشيخ عيسوي أحمد عيسوي -رحمه الله- الحق بأنه: “مصلحة ثابتة للشخص على سبيل الاختصاص والاستئثار، يقررها الشارع الحكيم”.
    • وعرفه الشيخ أحمد فهمي أبو سنة -رحمه الله- يقول: “الحق ما ثبت في الشرع للإنسان، أو لله تعالى على الغير”.
    • وعرفه الشيخ علي الخفيف -رحمه الله: “الحق ما ثبت بإقرار الشارع، وأضفى عليه حمايته”.
  • وهذه الحقوق لها أقسام:
    • الإنسان في الحقيقة والواقع هو أحد أفراد الجنس البشري.
    • إنّ نصوص القرآن الكريم، ونصوص السنة النبوية، تدل على حقوق الإنسان بمعناها العام، من أن تلك الأمور واجبة له.
    • ويتساوى الرجل والمرأة في التمتع بالحقوق الأساسية للإنسان، فالأصل العام في تقرير وضع المرأة في الإسلام مقارنًا بوضع الرجل، هو التسوية بينهما، إلّا ما بينت النصوص الشرعية اختصاصه بأحدهما؛ مراعاة لطبيعة كلّ من الجنسين، ومراعاة لأعبائه في الحياة، وما يصلح له.
    • نظرة الإسلام إلى حقوق الإنسان تتسع لتشمل الجنس الإنساني كله، دون تفرقة بين الناس بسبب عنصر أو جنس أو دين أو لون.
    • لم يقتصر الأمر على وضع مبادئ وقواعد، بل إن التاريخ الإسلامي ليخبرنا أنّ هذه القواعد كانت مطبقة أتمّ تطبيق في عهد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم.
    • وفي الاصطلاح: رأينا الأصوليين يعرّفون الواجب بأنه: ما طلب على وجه اللزوم بحيث يأثم تاركه، فهو مرادف للفرض عندهم، وهذا الواجب لا يختص فقط بما يجب على الإنسان تجاه ربه، ولكن كل ما فرضه الله على الإنسان من فرائض هي واجبات عليه، فهناك واجبات على الإنسان تجاه ربه، وهي حقوق الله عليه؛ كحقه سبحانه في العبادة دون شريك، وأن يأتمر العبد بأوامره، وأن ينتهي بنواهيه.
    • الواجب عند الجمهور مرادف للفرض.
    • اتفقت كلمة العلماء على أنّ مقصود الشارع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وعقولهم ونسلهم وأموالهم، وهذه هي الضرورات الخمس، التي عرّفها الشاطبيّ بأنها ما لا بد منها في قيام مصالح الدين والدنيا؛ بحيث إذا فقدت لم تجرِ مصالح الدنيا على استقامة، بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفي الأخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع بالخسران المبين.
    • زاد بعضهم على هذه الضرورات الخمسة حفظ العرض.
    • يعرّف الأصوليون الواجب بأنه: ما طلب على وجه اللزوم بحيث يأثم تاركه، فهو مرادف للفرض عندهم.
    • أقسام الحقوق في الإسلام على ما تقرّره كتب أهل العلم أربعة أقسام:
    • أولًا: حق الله تعالى الخالص.
    • ثانيًا: ما هو خالص حق العبد.
    • ثالثًا: ما هو مشترك بين حق الله تعالى وحق العبد.
    • رابعًا: ما يُغلّب فيه حق الله على العبد، أو ما يُغلّب فيه حق العبد على حق الله تعالى.
    • تقوم خلافة الإنسان على ثلاثة عناصر:
    • الأخذ بالأسباب المادية التي أمر القرآن بها في العمل والسعي والنظر والبحث.
    • الاعتماد على المعطيات الكونية، التي سخّر الله تعالى للإنسان في الكون، وما ادخره له من خيرات الأرض، وما أحاطه به من أنظمة وكواكب في السماء.
    • ج- استخدام المواهب الذاتية للإنسان، بدءًا من الحواس، وانتهاءً بالعقل، ومرورًا بالتعاون والتكاتف والاستفادة من سائر الخبرات والطاقات.
  • وينتج عن كون  الإنسان خليفة في هذه الأرض أمور كثيرة، منها:
    • أن الإنسان هو السيد في هذه الأرض، ومن أجله خلق الله تعالى الخيرات، وهو العامل الرئيس في شئون الحياة.
    • أن الله تعالى أودع في الإنسان بعض الصفات؛ ليقوم بالخلافة الصحيحة في الأرض، وهي صفات نبيلة، وسجايا فاضلة.
    • قال شيخ المفسرين الإمام الطبري في تفسيره للآية: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُون)) (البقرة: 30): “إنّي جاعل في الأرض خليفة مني، يخلفني بالعدل بين خلقه، وإن ذلك الخليفة هو آدم، ومن قام مقامه في طاعة الله، والحكم بالعدل بين خلقه”.
    • قال ابن إسحاق: “خليفة: ساكنًا وعامرًا يعمرها ويسكنها”.
    • فسّر بعض المفسرين الآية بقوله: “خليفة، أي: يخلف بعضهم بعضًا”.
    • اقتضت حكمته ومشيئته -تبارك وتعالى- أن يرشد الإنسان إلى خيره وفلاحه، في حاله ومآله، وذلك بإرسال الرسل، وإنزال الكتب والشرائع.
    • وقد حدّد العلماء مقاصد الشريعة في تحقيق مصالح الناس في الدنيا والآخرة، في العاجلة والآجلة، وفصلوا مصالح الناس في الدنيا، وبينوا مصالح الناس في الآخرة.
    • يقول شيخ الإسلام رحمه الله: “جاءت هذه الشريعة لتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وتعطيلها”.
    • يقول العز بن عبد السلام رحمه الله: “والشريعة كلها مصالح، إما تدرأ مفاسد، أو تجلب مصالح”.
    • صرّح القرآن بالحكمة والمصلحة من بعثة نبينا -صلى الله عليه وسلم- خاصة، فقال: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) (الأنبياء: 107)، وبيّن الغاية والهدف من نزول القرآن، فقال: ((كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)).
    • وفي مجال العبادات بيّن الشارع الحكيم أنها إنما شرعت لتحقيق مصالح الإنسان، وأن الله غني عن الطاعة والعبادة، فلا تنفعه طاعة، كما لا تضره معصية.
    • وفي مجال العقوبات بيّن القرآن الكريم الحكمة والغاية من مشروعية القصاص، كما قال -جلّ من قائل: ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)).
    • في القرآن تفضيل الإنسان على سائر المخلوقات.
    • ركّب الله تعالى الإنسان من ثلاثة عناصر: العقل، والروح، والجسد.
    • الإنسان هو المعيار في تقييم الحضارات، فقد تكون الحضارة إقليمية أو قومية أو محلية، فتبوء بالفشل، وتكون محدودة النتائج، وقد تكون الحضارة ذات وجهين، فتكون إنسانية في وجه، وغير إنسانية في وجه آخر.
    • وصف المفكر المسلم مالك بن نبي الحضارة الأوربية بأنّها: إنسانية أوربية في الداخل، وإنسانية استعمارية في الخارج.
  • – الحضارة الإسلامية لا تحجب المساهمة عن غير المسلمين.

error: النص محمي !!