7.3 ملخص الدرس والمراجع
ملخص الدرس
الحق الأول: حق الطفل في إحسانِ اختيارِ أبويه.الأسرة هي الدعامةُ الأولى في بناء الدولة، وحصول الإنسانِ على حقوقِهِ فيها من الأهمية بمكان؛ إذ هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الإنسان معنى الحقوق والواجبات، فإذا حصل الإنسان داخَلَ أسرته على حقوقه، وتعلَّم كيف يقوم بواجباته؛ فهذا يعني أن تشيع تلك الحقوق، وتلك الواجبات في الأمة. إنَّ الإسلام ينادي في سَمْعِ الزمان على الأجيال فيقول: إن الطفل هو هبة الرحمن، وهو وديعةٌ غاليةٌ في الأسرة التي يتشكل فيها وداخلها هذا الإنسان، وعلى وجوده قويًّا يتوقف تماسك الأمة ورُقيها، فبقدر رعاية تلك اللبنة الأساسية في البنيان، وبقدرِ حفظِهَا من عوامل الهدم والضياع، بقدر ما يتحقق للأمة من تطورٍ وعلوٍّ في البنيان. إن نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- جعل للوالد حقًّا على ولده، وجعل للولد حقًا على والده. الطفل نعمة إلهية، وأن تحصيلَ البنين مطلب إنساني فطري، وأن الشريعة رغّبت في طلب الأولاد حفظًا للجنس البشري. حرمت الشريعة عقم الرجال، أو تعقيم الرجال والنساء، وحرَّمَت استئصال الأرحام، وحرَّمت غير ذلك من الطرق التي تَحُولُ دون استمرار مسيرة البشرية، وتكاثر الإنسان، والإسلام حين اهتمَّ بهذه العلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأه، فَأَبَاحَ الزواج، وحرم الزنا، واللواط والسِّحَاق، وغير ذلك من سائر الشهوات المحرمة، وأنواع المخالفات والشذوذات. ولقد وضحت السنة النبوية أهمية وجود الأطفال في حفظ الأمة من الهلاك؛ مما يجعل وجدان الأمة يتعلق بالأطفال؛ تقديسًا لمكانتهم التي أنزلهم الله تبارك وتعالى- ومن هنا اكتسبت حقوق الأطفال في الأمة أهميتها، لأنها تنبع من قدسيةِ الشريعة التي فرضتها. القرآن الكريم، والسنة المطهرة يزخران بأحكام تُنَظم كل صغيرة وكبيرة من شئون الأسرة وأحوالها، بما يحفظ للأطفال حقوقهم مع الحرص على دعائم الحب والرحمة داخل الأسرة. ليس من يرعى مصلحة الطفل كوالديه؛ ولذا فإن الشريعة قد حرصت على التوصية بحسن اختيار كل منهما للآخر.والكفاءة بين الزوجين تحقق التفاهم والمودة والرضا. رضا المرأة بالزواج شرطٌ للزوم العقد، فإن لم ترضَ كان لها أن تفسخ عقدَ نكاحِهَا. الحق الثاني للطفل: هو حقه في الحياة وحقه في البقاء. إذا كان الشرع المطهر قد منع أحدًا من أن يعتدي على حمل امرأة، فإنه منَعَ المرأةَ من أن تعتدي عَلَى حَمْلِهَا، أو أن تجني على جنينها، ونبَّه إلى حقِّ المرأة في أن تُحْمَى، وأن تحفظ إذا طلقها زوجها وهي حامل، وجعل عدتها إنما تنتهي بانقضاءِ حملها.لا تبيحُ الشريعةُ الإجهاض إلا إذا تعرضت الأمُّ لخطرٍ محقق.من حفظ الشارع للجنين أنه لو قدر أن أمه استحقت أن يقام عليها حد، في قتل أو في زنًا بعد إحصان، فيفضي إلى فوات نفسها وقتلها، فإن الشريعة تأمر بتأخيرِ الحدِّ ما دامت المرأة حاملًا. الحق الثالث: حقُّ الطفل في الحب والحفاوةِ بمقْدِمِه. لا شك أن حُبَّ الأبناء أمرٌُ فطري، وهو نعمة كبرى من نعم الله تعالى علينا في الحياة؛ إذ لولا هذا الحب لانقرض النوعُ الإنساني من الأرض، ولَمَا صبر الأبوان على رعاية أولادهما. الحق الرابع: حق الطفل في حسن تسميته. الاسم يضفي كثيرًا من المعاني على شخصية الإنسان؛ لذا اهتم نبينا -صلى الله عليه وسلم- بتفقد أسماء الأطفال، وقد رأيناه -عليه الصلاة والسلام- يأمر الوالد بأن يُحْسِنَ تسمية ابنه. ومن الأمور التي يجب أن يراعيها الناس في تسمية الأولاد، مناسبة الاسم لجنس الولد، فلا يسمى الذكر باسم الأنثى، ولا تسمى الأنثى باسم الذكر، وألا يسمى المسلم بأسماء غير المسلمين. الحق الخامس: حقُّ الطفل في الانتساب إلى أبويه: للطفل حق في أن ينتسب إلى أبيه وأمه، وبذلك تحرم الممارسات التي تشكك في نسب الطفل إلى أبويه، وتحرم تلك الوسائط التي تُخْتَرعُ اليوم لاستئجار الأرحام ونحو ذلك. الحق السادس: حق الطفل في النفقة: إن النفقةَ ضرورة يفرضها الشرع، ويوجبُها على كل أب، ويثيبه عليها، وهذه الضرورة تُقَدَّرُ بقدرها، فلابد أن ينفقَ الوالدُ على ولده، ولكن في حدود استطاعته من غير إسراف، ولا إفسادٍ، ولا ترفٍ، ولا تقتيرٍ، ولا تدليلٍ ولا تعذيب. وكما رأينا الشريعة تجعل للأطفال حقًّا في مال أبيهم، فإنها تقف من الشُّحِّ موقفًا متشددًا؛ لأن التقتير على الأبناء يعرضهم لكثير من الآفات والمفاسد. الحق السابع هو “حق الطفل في الرضاعة”: حَثَّ الإسلام المرأةَ على رضاعِها لطفلها؛ لأن لبنَهَا أنفعُ للولدِ من لبنِ غيرها، فضلًا عن أن رحمتها بولدها وافرة، وأن إشفاقها عليه لا يقارن بغيرها، فإذا طالبت الأم إرضاع طفلها بأجرِ المثلِ، فهي أحق بإرضاعه من أية امرأة أخرى. الحق الثامن: حق الطفل في حضانة آمنة” :الحق التاسع “حق الطفل في العدل والمساواة” .نادى كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للرجل أن يفضل بعض أبنائه على بعض في العطية. الحق العاشر: “حق الطفل في الضمان الاجتماعي، وفي حسن تأديبه وتربيته”. الحق الحادي عشر: “حق الطفل في حسن تأديبه وتربيته”. الحق الثاني عشر: حق الطفل في معرفته لدينه. الحق الثالث عشر حق الطفل في رعايته اجتماعيًّا. الحق الرابع عشر حق الطفل في الحفاظ على أمواله، وحقُّ الطفلِ في الرحمَةِ. الحق الخامس عشر هو حق الطفل في الرحمة. الحق السادس عشر: حق الطفل في اللعب والاستمتاع بوقت فراغه، وفي رعايته صحيًّا. الحق السابع عشر حق الطفل في رعايته صحيًّا. الحق الثامن عشر حق الطفل في عدم تكليفه ما لا يطيق. الحق التاسع عشر حق الطفل في أن يحفظ من الشيطان. وهكذا وجدنا الشريعة تحفظ للطفل حقوقًا نادرة انفردت بها الشريعة الإسلامية علاوة على أن جميع حقوق الطفل التي قد تتباهى بها بعض القوانين الحديثة أو المعاصرة قد سبق الإسلام فيها فانفرد بها بقصب السبق وتميز عن القوانين الوضعية بهذه القوانين الربانية والنبوية. |
مراجع الدرس
أمير عبد العزيز، الإنسان في الإسلام، مؤسسة الرسالة – بيروت 1984 م. عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، التشريع الجنائي في الإسلام وحقوق الإنسان، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد الثالث عشر، الجزء الأول 2001 م. محمود الشرقاوي، الطفل في الإسلام، رابطة العالم الإسلامي، السنة 12 شعبان 1414 هـ. عبد اللطيف بن سعيد الغامدي، حقوق الإنسان في الإسلام، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية 2000 م. سهيل حسن الفتلاوي، حقوق الإنسان في الإسلام، دراسة مقارنة في ضوء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، دار الفكر العربي للطباعة والنشر 2001 م. منصور الرفاعي محمد عبيد، حقوق الإنسان العامة في الإسلام، مركز الإسكندرية للكتاب 2007 م. أحمد جمال عبد العال، حقوق الإنسان في الإسلام، المكتبة الأزهرية للتراث 2000 م. أحمد محمد عركز، كرامة الإنسان وحقوقه في الإسلام، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر 2007 م. كامل الشريف، حقوق الإنسان والقضايا الكبرى، رابطة العالم الإسلامي 2000 م. أمير عبد العزيز ، افتراءات على الإسلام والمسلمين، دار السلام – القاهرة 2002 م. صالحة عابدين، حقوق المرأة في الإسلام، رابطة العالم الإسلامي 2000 م. البنك الإسلامي للتنمية، كتاب حقوق الإنسان في الإسلام، 2006 م. كمال جعيط، الإسلام وحقوق الإنسان في ضوء المتغيرات العالمية، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد الثالث عشر، الجزء الأول 2001 م. طاهر أحمد مولانا جمل الليل، حقوق الإنسان في الإسلام، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد الثالث عشر، الجزء الأول 2001 م. للمزيد من المعلومات عن الدرس، فضلا راجع ما يلي: الدرس 1 في كتاب المادة. المكتبة الرقمية. |
خاتمة الدّرس
بهذا نكون قد وصلنا أخي الدارس إلى ختام الدرس السابع، فإلى لقاءٍ يتجدّد مع الدَّرس الثامن، والّذي ينعقدُ بإذن الله، حول: والذي ينعقد بإذن الله حول: (حقوق المرأة في الإسلام على مر التاريخ وتعاقب الأمم والحضارات). هذا، والله وليُّ التَّوفيق. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله على سيِّدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. |